ذكرى ميلاد جمال حمدان فيلسوف الجغرافيا ورائد الدراسات الاستراتيجية حصري على لحظة

تحل اليوم ذكرى ميلاد المفكر وعالم الجغرافيا الدكتور جمال حمدان أحد القامات العلمية البارزة التي تركت بصمة لا تمحى في مجال الدراسات الجغرافية، لقب بالراهب وشاعر الجغرافيا وفيلسوف الخرائط نظرا لأسلوبه الفريد في تناول المادة العلمية الجافة بروح المبدعين والفنانين.
يعد كتاب شخصية مصر، الأبرز حيث قدم من خلاله دراسة معمقة لمقدرات الوطن وأبعاده الجغرافية والتاريخية، امتلك جمال حمدان رؤيه استراتيجية شاملة للعوامل الجغرافية والبشرية والحضارية، حيث لم يكتفي بتحليل الظواهر الجزئية بل سعى إلى وضعها في إطار أعمق وأشمل مع ربطها بالمستقبل.
شملت كتاباته دراسات معمقة عن مصر والوطن العربي وتطرق إلى أفريقيا، كما تناولت الصراع العربي الاسرائيلي برؤية تحليلية دقيقة، بدأ مسيرته العلمية في المدرسة التوفيقية الثانوية، حيث حصل على شهادة الثقافة ثم التوجيهية لينضم لاحقا إلى هيئه التدريس بقسم الجغرافيا في كلية الآداب جامعة القاهرة، وخلال وجوده بالجامعة أصدر ثلاثة كتب قبل أن يوفد في بعثه إلى بريطانيا لمواصلة أبحاثه.
ترك حمدان إرثا علميا ضخما إذ ألف نحو 29 كتابا، و79 بحثا ومقاله، كان أبرزها كتاب شخصية مصر الذي نشر عام 1977 كما أصدر كتاب اليهود والذي أثبت أن اليهود المعاصرين الذين يدعون انتمائهم لفلسطين ليسوا أحفاد اليهود الذين خرجوا منها تاريخيا.
نال العديد من الجوائز والتكريمات من بينها جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية وجائزه الدولة التقديرية، وجائزه التقدم العلمي من الكويت، إضافه إلى وسام العلوم من الطبقة الأولى تقديرا لإسهاماته العلمية خاصة عن كتاب شخصيه مصر.
وفي لفته تقديرية لمسيرته، اختارت وزارة الثقافة جمال حمدان شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الحادى والخمسين، حيث أعيد طبع أبرز مؤلفاته وعلى رأسها شخصيه مصر الذي لا يزال يحظى بإقبال واسع من الأجيال الجديدة.
رحل الدكتور جمال حمدان عن عالمنا في الساب من أبريل عام 1993 لكنه ترك إرثا علميا لا يزال نابضا بالحياة يؤثر في أجيال الباحثين والمفكرين حتى اليوم، بحسب تقرير لـ”صباح الخير يا مصر”.